وزير الخارجية يجري مباحثات مع نظيره السعودي في الرياض

16 كانون الثاني 2021


عقد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم السبت مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة سمو الأمير فيصل بن فرحان مباحثات موسعة ركزت على سبل تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين المملكتين الشقيقتين والمستجدات الإقليمية والدولية.
وأكد الوزيران خلال المباحثات استمرار العمل على تطوير التعاون في مختلف المجالات، وعزم المملكتين الشقيقين تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية التي تربطهما والتي يقود مسيرة توسعة آفاق التعاون والتنسيق في إطارها جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وبحث الصفدي والأمير فيصل الاستعدادات لعقد اللجنة المشتركة لبلورة خطوات عملية محددة لزيادة التعاون الاقتصادي. وبحث الوزيران إجراءات المملكتين في محاصرة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، والآليات المتبعة لضمان استمرار تدفق التجارة البينية على الحدود بين البلدين، ما يعزز الاستجابة المنسقة ويحفظ الإجراءات الصحية. وعرض الصفدي وسمو الأمير فيصل للتطورات الإقليمية في سياق التنسيق والتشاور المستمرين بين المملكتين وجهودهما لحل الازمات الإقليمية وحماية مصالحهما المشتركة وتحقيق الأمن والاستقرار. وأكدا أهمية تعزيز العمل العربي المشترك وتعميق التعاون العربي خدمة للقضايا العربية المشتركة. وهنأ الصفدي الأمير فيصل على نتائج قمة العُلا وما حققته من مصالحة ستعزز التضامن العربي. وبحث الصفدي والأمير فيصل التحركات المستهدفة إيجاد أفق سياسي لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام العادل والدائم وفق حل الدولتين وعلى أساس القانون الدولي ومبادرة السلام العربية. وفي هذا السياق، أطلع الصفدي الأمير فيصل على نتائج اجتماع مجموعة ميونخ الذي عقد في القاهرة اخيرا. وفي مؤتمر صحافي عقب المباحثات، قال الصفدي: إن اللقاء جاء استمراراً لعملية التشاور والتنسيق المستمرة بين المملكتين تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأكد الصفدي "ان علاقاتنا التاريخية متجذرة واستراتيجية، ونعمل دائماً على تفعيلها تعاونا أوسع في جميع المجالات، ومن هنا جاء هذا اللقاء اليوم في فترة تستدعي المزيد من التشاور والتنسيق بين المملكتين الشقيقتين لخدمة مصالحنا المشتركة والإسهام في خدمة قضايانا العربية وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يشكل هدفاً استراتيجياً لنا جميعا".
وثمن الصفدي الدعم المستمر والمواقف الأخوية التاريخية للسعودية في مساعدة الأردن على مواجهة التحديات الاقتصادية، والرعاية الكبيرة التي توليها لنحو نصف مليون أردني يقيمون ويعملون في بلدهم الثاني.
وأشار الصفدي إلى أن السعودية هي أكبر شريك تجاري للمملكة، لافتا إلى أهمية استثمارات صندوق الاستثمار السعودي والتعاون في قطاعات النقل والتجارة وغيرها من القطاعات الحيوية. وقال الصفدي "نحن ننطلق من رؤى قيادتينا حيث يجمعنا الكثير من المصالح المشتركة والتي تتعزز بالعمل المشترك مع بعضنا البعض.
وقال الصفدي إنه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، "القضية المركزية الأساس، موقف المملكتين واحد، نريد سلاماً عادلاً شاملًا قائمًا على حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية حتى تنعم منطقتنا بالسلام الذي تستحقه وتحتاجه."وأكد الصفدي تضامن الأردن والسعودية في مواجهة التحديات المشتركة، مشيرا إلى تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني، بأن أمن السعودية هو جزء من أمن الاردن، وبالتالي نحن نقف مع الأشقاء في كل الخطوات التي يتخذونها من أجل حماية أمنهم واستقرارهم". وزاد "نتفق على رفض التدخلات في الشؤون العربية أيا كان مصدرها، ونتفق أيضاً على أننا نريد أن ننهي التوتر في المنطقة، ومعالجة جميع أسباب هذا التوتر بما في ذلك التدخلات في الشؤون العربية".
وشدد الصفدي على إدانة الأردن الهجمات التي يشنها الحوثيون على السعودية. وقال "نرفضها تهديداً غير مقبول لأمن المملكة العربية السعودية والمنطقة والخليج، ونقف بالمطلق وبكل إمكاناتنا مع أشقائنا في هذا الموضوع".
وقال الصفدي ننطلق في معالجة جميع التحديات التي تواجهها المنطقة وفق رؤىً تستهدف حلها وتحقيق الأمن والاستقرار وتعزيز العمل والأمن العربي المشترك.
وقال الصفدي "أهنئ صاحب السمو على الإنجاز الكبير في قمة العُلا وما حققته من مصالحة ستسهم بشكل فاعل أيضاً في تحقيق درجة أكبر من التنسيق والعمل العربي المشترك الذي يخدمنا جميعا".
وفي إجابة على سؤال، قال الصفدي "نحن ملتزمون بثوابتنا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، السلام خيار استراتيجي عربي، ومتطلبات تحقيق هذا السلام أيضاً موضع إجماع عربي فيما يتعلق بحل الدولتين المستند للشرعية الدولية ضمن الثوابت والمرجعيات". وزاد الصفدي "نحن نتطلع إلى العمل مع الإدارة الأميركية الجديدة ومع المجتمع الدولي من أجل تحقيق السلام العادل والشامل الذي تقبله الشعوب بما يحقق الأمن والاستقرار الحقيقيين للمنطقة".
وشدد الصفدي، في رد على سؤال، على أن أمن المملكتين مترابط، استقرارهما مترابط، كلانا يريد الأمن والاستقرار، وكلانا يعرف التحديات ويقاربها من منظور عقلاني واقعي، يريد ما هو الأفضل لدولنا ولمنطقتنا.
واضاف "عديد من القضايا ساخنة في المنطقة، من القضية الفلسطينية، القضية الأساس، إلى سوريا، إلى ليبيا، إلى اليمن، إلى مكافحة الارهاب، كلها قضايا ننطلق في معالجتها من ذات الرؤى التي حددتها القيادتان ونستهدف حلها وتحقيق الأمن والاستقرار وتعزيز العمل والأمن العربي المشترك". وفي رد على سؤال حول علاقة المملكة بمجلس التعاون الخليجي، قال الصفدي "نعتز بالعلاقات التي تربطنا بمجلس التعاون الخليجي، هذه علاقات تتطور بشكل دائم وعلاقات تستند إلى تاريخ كبير من التعاون والتفاعل، نعمل مع كل الأشقاء من أجل تطوير هذه العلاقات في كل المجالات، هنالك مصالح أمنية، مصالح اقتصادية، مصالح سياسية تجمعنا، وبالتالي في هذا الإطار نعمل معاً، وأؤكد ما قاله سمو الأمير بأننا نتطلع إلى مرحلة من العمل العربي المشترك أكثر فاعلية، وأكثر تنسيقاً وأكثر تعاوناً في ضوء مخرجات قمة العُلا، وفي مواجهة تحديات جديدة خصوصاً مع التغيرات في المشهد الدولي، حيث هناك إدارة أميركية جديدة ستبدأ عملها خلال أيام، وهذا كما نتفق يستدعي أن ننسق مواقفنا بما ينعكس خيراً علينا وعلى منطقتنا وقضايانا بشكل عام".
من جهته، قل سمو الأمير فيصل "يسعدني اليوم أن أرحب بأخي الوزير أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في الاردن في بلده الثاني السعودية"، مضيفا "أود بداية أن أهنئ الاردن بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة، متمنيين للأردن قيادة وحكومة وشعباً مزيداً من التقدم والازدهار والنمو والاستقرار". وبين سموه أن زيارة الصفدي تأتي في إطار" تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين والتنسيق والتشاور المستمر بيننا تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين".
وأضاف "نوظف هذه العلاقات لتكون دعّامة للعمل العربي المشترك وصولاً لتحقيق استقرار الأمن في المنطقة". وقال "يوجد علاقة اقتصادية قوية وتكامل اقتصادي جيد بين المملكتين بحكم الجيرة قبل كل شيء، وهناك تبادل تجاري في شتى المجالات، إذ تستورد المملكة منتجات اردنية، والأردن يستورد من السعودية، وأعرف أن هناك استثمارا متبادلا بشكل كبير وفعال، والمستثمرون السعوديون نشطون في الأردن". وبشأن علاقات السعودية مع دولة قطر، قال سموه "العلاقات الدبلوماسية الكاملة سيتم استعادتها، ونأمل أن نكون قادرين على إعادة فتح السفارات في الأيام القادمة، الأمر فقط يتعلق بالخطوات اللوجستية اللازمة لإعادة فتحها". وأضاف "التنسيق والتعاون في طرح قضايا الإقليم العربي أمام المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية من أولويات التنسيق الذي نقوم به، وهو من الأمور التي سيتم مناقشتها سواءً داخل مجلس التعاون الخليجي أو جامعة الدول العربية وبين الدول العربية"