يرتبط الأردن ولبنان بعلاقات تاريخية متميزة ومتينة، جاءت ثمرة للاستراتيجية الدائمة التي اتبعتها السياسة الخارجية الأردنية الهادفة إلى الحفاظ على علاقات قوية وأخوية مع الدول العربية الشقيقة وتطويرها، ودعم الدول الشقيقة من دون التدخل في شؤونها الداخلية، والحفاظ على أسس ثابتة ومتينة لهذه العلاقات.
ومن هذا المنطلق، تعامل الأردن على الدوام مع الدولة اللبنانية الممثلة بحكوماتها ومؤسساتها الشرعية، ولم يتدخل يوماً في الشأن الداخلي اللبناني، وفي الوقت نفسه بذل جميع الجهود الممكنة لإرساء الأمن والاستقرار في لبنان وبسط سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها كافة.
وهناك تشابه بين الاقتصادين الأردني واللبناني، فكلا البلدين مصدّر للعقول والعمالة الماهرة المدربة ويعتمد على حوالات المغتربين؛ إذ يأتي الأردن ثانياً عربياً بعد لبنان في متوسط قيمة حوالات المغتربين بالنسبة للسكان، كما أن البلدين يعتمدان السياحة كمصدر دخل للعملات الأجنبية.
وقد انعكست تداعيات الأوضاع السائدة في سوريا بصورة مباشرة على حركة التبادل التجاري بين لبنان والدول العربية، خصوصاً أن سوريا تشكل الشريان الأساس لحركة عبور الشاحنات من لبنان إلى الدول العربية، مما تسبب في ضغط اقتصادي كبير على البلدين، والمأمول من المجتمع الدولي المساهمة في دعم البلدين ليتسنى لهما النهوض مجدداً باقتصاديهما.