الصفدي ونظيره الأميركي يعقدان مؤتمرا صحافيا

16 أيلول 2022

واشنطن 16 أيلول-  أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، أن البلدين سيستمران في العمل معاً من أجل تعزيز التعاون وتطويره في مختلف المجالات.


وقال الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن في واشنطن، بعد محادثات موسعة و توقيع مذكرة تفاهم حول الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة ان مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم، وهي المذكرة غير المسبوقة من ناحية مدتها وحجم الدعم الذي تقدمه للأردن، تعكس قوة العلاقة بين البلدين.

وقال "بالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة سنستطيع الاستمرار في تقديم الحياة الكريمة التي يستحقها اللاجئون. هؤلاء اللاجئون كانوا ضحايا الصراع ويجب أن لا يصبحوا ضحايا عدم القيام بما يلزم من أجل مساعدتهم" معربا عن شكره للولايات المتحدة على الدعم المستمر للاردن.

وأكد أن مذكرة التفاهم أساسية أيضاً لدعم العملية التنموية في المملكة، في الوقت الذي بدأ فيه الأردن عمليات إصلاح شاملة ومعمقة ستقوي الاقتصاد الأردني وتزيد من تنافسيته، وتوفر فرص العمل وتساعد في تلبية احتياجاتنا من المياه والطاقة وبناء المستقبل الأفضل الذي يستحقه شعبنا.

وأضاف مخاطباً بلينكن: "نثمن عالياً دعمكم المستمر للأردن".


وأكد "اهمية الدور الاميركي سواءً فيما يتعلق بعملنا المشترك من أجل إحياء العملية السلمية ووضعها على الطريق الصحيح باتجاه تحقيق السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين، الحل الوحيد الذي يمكن أن تقبله وتتبناه الشعوب، وسواءً في جهودنا لإيجاد حلول سياسية للأزمات الكارثية في سوريا واليمن وليبيا أو في جهودنا المشتركة لضمان هزيمة الإرهاب، للولايات المتحدة دور رئيسي أساسي لا يمكن استبداله".


كما أكد "أنه لا يمكن تجاوز هذه التحديات إذا لم نعمل على مواجهتها معاً وسيستمر الأردن بالقيام بدوره والعمل معكم بشراكة دائمة، ليس فقط لتجاوز هذه التحديات ولكن أيضاً للإسفادة من الفرص التي سيوفرها السلام والتعاون في منطقتنا".
وقال الصفدي "كما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائهما في جدة، شراكتنا قوية، وشراكتنا دائمة، وهي شراكة استراتيجية، وهي شراكة ستستمر في فعل الكثير من العمل ليس فقط لعلاقاتنا الثنائية، ولكن أيضاً للمنطقة وللسلم الدولي".

وأضاف إننا نعمل من أجل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. لأننا إذا لم نتمكن من الوصول إلى هذا الحل لن يتحقق السلام الذي عملنا جميعاً مطولاً من أجله" مؤكدا أن "حل الدولتين يبقى السبيل الوحيد لحل الصراع. نحن مصممون على الاستمرار في العمل مع الولايات المتحدة التي لها دور رئيس، ومع شركائنا في المجتمع الدولي، والمنطقة لإيجاد آفاق سياسية للعودة إلى مفاوضات جادة لتحقيق السلام الذي عمل الجميع بشكل مكثف من أجله"، لافتاً إلى أن "هنالك إجراءات أحادية على الأرض تقوض حل الدولتين وموقفنا واضح يجب وقف كل الإجراءات الإسرائيلية الحالية التي تقوض حل الدولتين بما في ذلك الاستيطان، ومصادرة الأراضي، والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف".


وأضاف الصفدي "لمصلحة الجميع وقف هذه الإجراءات والحفاظ على فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين لأن السلام هو حق لجميع دول المنطقة. الفلسطينيون والأردنيون والإسرائيليون والجميع يدرك أن الوضع صعب جداً في الفترة الحالية، لكن لا نستطيع أن نتوقف عن العمل من أجل السلام، يجب أن نستمر في العمل لإيجاد الأفق السياسي بالتعاون مرة أخرى مع شركائنا في الولايات المتحدة وأصدقائنا وشركائنا في المنطقة أجل تحقيق السلام وإبقاء الأمل بأوقات أفضل يستطيع الفلسطينيون والإسرائيليون أن يعيشوا معاً بسلام وبدء حقبة جديدة من التعاون في المنطقة".

وقال أن الولايات المتحدة قد ذهبت إلى أبعد الحدود فيما يتعلق بمساعدتنا على التعامل مع تحدي اللاجئين، ولكن تلبية احتياجات اللاجئين لا يمكن أن تكون مسؤولية الولايات المتحدة والأردن وحدهما. فهذه تعد مسؤولية دولية، ونحتاج جميعا للعمل معاً لضمان حصول اللاجئين على الحياة الكريمة التي يستحقونها.


وأضاف أن " 50 بالمئة من السوريين من أصل 1,3 مليون سوري في الأردن تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وهم بحاجة إلى مدارس، يحتاجون إلى جامعات، يحتاجون إلى وظائف، وهذه المشكلة لا تزال قائمة، ونحن يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لتزويد هؤلاء اللاجئين بالحياة التي يستحقونها لأن الحقيقة هي أننا إذا زودنا اللاجئين بالأمل والتعليم والوظائف مع فرصة لحياة كريمة ، فسيكونون أعضاء إيجابيين في المجتمع الذي هم فيه الآن".


وعبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونيابة عن الشعب الأميركي، عن خالص التعازي للشعب الأردني على حادثة انهيار المبنى السكني في عمّان. وقال "مشاعرنا مع عائلات الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين. ونضم صوتنا للعالم في التعبير عن تقديرنا وامتنانا للعمل الذي قامت به فرق الانقاذ والكوادر الطبية".

وبين أن "مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم شاهد على قوة العلاقة بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية. فهي تعكس الرؤية المشتركة بضرورة وجود شرق أوسط أكثر استقراراً، وأمناً وازدهاراً والتزامنا بتعميق الشراكة بين حكومتينا وشعبينا للمساعدة في تحقيق هذا الهدف".

وأضاف بلينكن "تعد مذكرة التفاهم الرابعة التي اعتمدتها الدولتان منذ عام 2010 بهدف تعميق شراكتنا الاستراتيجية، كما أنها الأطول من حيث المدة والأكبر من حيث حجم المساعدات".


وأشار بلينكن إلى أن "مذكرة التفاهم تدعم الإصلاحات الرئيسة التي أقرها الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، كما ستركز على تحسين الخدمات العامة الأساسية المقدمة للمواطنين الأردنيين كمعالجة أزمة المياه التي تتفاقم بفعل التغيير المناخي، وتنمية الفرص الاقتصادية".


وأضاف بلينكن أن مذكرة التفاهم تدعم دور الأردن القيادي والمميز في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، لقد واجه الأردن ومنذ فترة طويلة أزمات لجوء وموجات نازحين بسبب نزاعات إقليمية وغيرها من التحديات، ونعلم ما تقوم به الحكومة والشعب الأردني تجاه اللاجئين السوريين، حيث قدم الأردن الدعم الإنساني وأتاح أمام اللاجئين السوريين الوصول إلى خدمات التعليم والصحة ومكنهم من الحصول على فرص العمل التي تمنحهم فرص العيش بكرامة".


وشدد بلينكن أن "الأردن يواصل لعب دور رئيس في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، ويشمل ذلك التزام الأردن المستمر بمواصلة العمل من أجل تحقيق سلام شامل وعادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على أساس حل الدولتين على خطوط عام 1967".


وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أنه "لطالما كانت القوات المسلحة الأردنية حليفاً رئيساً في الحرب ضد الفكر المتطرف العنيف ومكافحة الإرهاب، بما في ذلك من خلال دوره في التحالف الدولي لهزيمة داعش، وأنها تواجه تهديدات جديدة مثل مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود الشمالية للبلاد".


وأضاف بلينكن "نبني على أكثر من سبعة عقود من التعاون الوثيق بين حكومتي وشعبي البلدين، ونشكر كل من جعل توقيع المذكرة اليوم ممكناً".


يُذكر أن مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها في واشنطن اليوم تهدف إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين، ودعم مسيرة الإصلاح الاقتصادي ومنظومة التحديث التي تبنتها المملكة، فضلاً عن دعم الأجندة التنموية، وتعزيز منعة واستقرار وأمن الأردن، وخدمة المصالح والأهداف المشتركة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وزيادة التعاون الإقليمي، والمساهمة في السلام والازدهار الإقليميين، منطلقة في ذلك من التزام الولايات المتحدة باستقرار الأردن ودعم العملية التنموية، ودعم جهود الإصلاح التي بدأها الأردن

ومن إيمان الولايات المتحدة بالدور الرئيس للأردن في الاستقرار الإقليمي، ولما تواجهه المملكة من تحديات كبيرة بسبب الأزمات الإقليمية المستمرة، ولجهود الأردن القيادية في مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب، ولمساعدة الأردن على مواجهة الضغوط الناجمة عن استضافة اللاجئين، وجائحة كوفيد-19.