عمان 8 أيار -بحث
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع نظيره نائب رئيس
الوزراء ووزير الخارجية في مملكة هولندا الصديقة فوبكه هوكسترا اليوم الاثنين سبل
تعزيز علاقات الشراكة بين المملكتين الصديقتين ثنائياً وفي إطار الشراكة مع الاتحاد
الأوروبي.
وناقش الوزيران، خلال الزيارة الأولى لوزير الخارجية
الهولندي للمملكة، العديد من القضايا الإقليمية والدولية تقدمتها القضية
الفلسطينية، والجهد العربي المستهدف للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية.
وأكد الوزيران، عمق علاقات الصداقة الأردنية
الهولندية، واتفقا على عقد جلسة جديدة من المشاورات السياسية لتحديد أولويات
التعاون في المرحلة المقبلة مع التركيز على قطاعي المياه والزراعة.
وفي مؤتمر صحافي بعد اللقاء، قال الصفدي، إن
المحادثات التي أجراها ونظيره الهولندي أكدت أهمية التعاون الذي تشهده علاقات
البلدين في سياقات عدة، تشمل التعاون الاقتصادي والاستثماري، والدفاعي، والأمني،
والتركيز على قطاعي الزراعة والمياه في ضوء تركيز المملكة على هذين القطاعين
والخبرة الهولندية فيهما.
وقال الصفدي "نبني اليوم على قاعدة صلبة من
العلاقات المتينة التي تجمع العائلتين المالكتين في المملكتين وفي سياق شراكتنا
التي نرى فائدة كبيرة في إدامتها وتطويرها".
وأضاف الصفدي أنه أطلع الوزير هوكسترا على آخر
التطورات المرتبطة بالأزمة السورية، وعلى المسار العربي السياسي الجديد الذي انطلق
بعد اجتماعي جدة وعمان، وبات تحت مظلة جامعة الدول العربية أمس.
وأكد أن اجتماع جامعة الدول العربية أمس وقرارها
إلغاء تجميد عضوية سوريا فيها جاء في إطار جهد عربي قيادي للتوصل لحل سياسي للأزمة
السورية، ينهي هذه الكارثة ويعالج كل تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية، وفق
منهجية خطوة مقابل خطوة، وبما ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية.
وزاد الصفدي "نحن في المنطقة الأكثر تأثراً
بالأزمة السورية. هذه الأزمة سببت كوارث عديدة، ومنهجية إدارة الأزمة التي اعتمدت
على مدى السنوات الماضية لم تنتج إلا المزيد من الخراب والدمار والمعاناة
للسوريين، والتهديدات لنا في المنطقة وفي العالم أيضاً، وبالتالي كان لا بد من
اتخاذ خطوات تأخذنا بالتدرج نحو حل هذه الأزمة".
وقال إن ثمة إدراك لصعوبة طريق الحل وتعقيداته في
ضوء وجود قضايا كثيرة يجب التعامل معها، "لكن نحن بدأنا ومستمرون في هذا
الطريق لأن خيار عدم الانخراط هو الاستمرار في الوضع الراهن، الذي لا يمكن لنا
كدول مجاورة أن نستمر في التعامل معه".
وأضاف الصفدي أن محادثاته مع وزير الخارجية الهولندي
بحثت القضية الفلسطينية التي تمثل أولوية للمملكة، "وأنه أطلع هوكسترا على
الجهود التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني من أجل وقف التدهور وإيجاد أفق
سياسي يقود باتجاه تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يجسد
الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران
1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".
وأكد الصفدي أن السلام حق لكل شعوب المنطقة، وحذر من
استمرار غياب الأفق السياسي الذي يترافق مع خطوات تقوض جدوى حل الدولتين، ويدفع
باتجاه المزيد من التصعيد.
وثمن الصفدي موقف هولندا الثابت في دعم الجهود
السلمية، ودعمها حل الدولتين.
وفي موضوع اللاجئين، شكر الصفدي هولندا على الدعم
الذي تقدمه بلاده للاجئين وللدول المستضيفة، مؤكداً أن التعامل مع قضية اللاجئين
لا يمكن أن يكون مسؤولية الدول المستضيفة فقط، بل هو مسؤولية دولية، وعلى المجتمع
الدولي توفير الدعم اللازم للاجئين ومنظمات الأمم المتحدة المعنية بهم، وللدول
المستضيفة، لتوفير العيش الكريم اللائق لهم.
من جانبه، ثمن الوزير الهولندي الدور الذي يقوم به
الأردن في جهود تحقيق الاستقرار الإقليمي، وفي استضافة اللاجئين.
وشكر هوكسترا الأردن على دعم عمليات إجلاء المواطنين
الهولنديين من السودان عبر الأردن إلى بلدهم، وقال إن دور الأردن كان محورياً في
عمليات الإجلاء.
وأكد هوكسترا أن الأردن شريك أساسي ومهم لهولندا،
مشيراً إلى عمق العلاقات بين المملكتين، ومتطلعاً إلى آفاق أوسع للتعاون في
المستقبل.
وأشار إلى حرص بلاده تعزيز علاقات التعاون بين
البلدين، وتقديم المساعدة للأردن في العديد من القطاعات لا سيما قطاع الزراعة
والمياه.
وقال هوكسترا إن المملكتين تعملان معاً لمواجهة
العديد من التحديات كالتغير المناخي، وأزمات اللجوء.
وفي معرض إجابته على سؤال، أكد الصفدي، أن المملكة
تثمن الدعم المستمر الذي تقدمه هولندا للمملكة لمساعدتها في مواجهة التحديات الاقتصادية،
وعبء اللجوء سواء على المستوى الثنائي أو عبر مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وأشار الصفدي إلى تراجع الدعم الدولي للاجئين،
وضرورة توفير الدعم المناسب للاجئين والدول المستضيفة والمنظمات الدولية المعنية
بهم، مؤكداً ضرورة تمكين هذه المنظمات، في ضوء الدور الحيوي والأساسي الذي تقوم به.
وأكد ضرورة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي لا يمكن الاستغناء عن دورها الأساسي في
توفير خدمات حيوية للاجئين.
وثمن الدعم الذي تقدمه هولندا للأونروا وأكد استمرار
عمل الأردن على حشد الدعم المالي والسياسي للوكالة.
وفي إجابة عن سؤال حول أنباء عن قصف لمصنع مخدرات في
الجنوب السوري، قال الصفدي "عندما نتخذ أي خطوة لحماية أمننا الوطني، ومواجهة
أي تهديد له سنعلنها في وقتها المناسب، وبالنسبة لقضية المخدرات كما أكدنا سابقاً
هي تهديد كبير للمملكة وللمنطقة وللعالم أيضاً في ضوء تصاعد عمليات تهريب
المخدرات. اجتماع عمان تناول هذه القضية، وتم الاتفاق مع الإخوة في الحكومة
السورية على تشكيل فريق سياسي أمني مشترك لمواجهة هذا الخطر، والانتهاء منه بشكل
كامل".
وزاد الصفدي "مستمرون في العمل من أجل إنشاء
تلك اللجنة، وسأتصل بمعالي وزير الخارجية السوري قريباً لنبحث كيف نترجم هذا
الاتفاق إلى آلية عمل واضحة تساعدنا على مواجهة هذا الخطر وتحد منه، ونحن على
اتصال وقنواتنا مفتوحة مع الحكومة السورية".
وفي إجابة عن سؤال حول زيادة الحكومة الهولندية
للدعم المقدم للمملكة للتخفيف من حجم الأعباء المترتبة عليها، قال الوزير الهولندي
" إن الأردن يقوم بجهد كبير واستثنائي باستضافة اللاجئين، مقارنة بعدد سكانه،
بنسبة هي من الأكبر في العالم"، مضيفاً "نحتاج إلى التضامن من أجل ذلك،
وهذه أشياء ناقشناها، وهنالك رسائل سنأخذها إلى المجلس الأوروبي، وهنالك كثير من
النقاشات".
وفي معرض إجابته عن سؤال حول التعاون السياحي، قال
هوكسترا، "البترا هي إحدى عجائب العالم، وهي مقصد سياحي كبير، ونحن نشجع
المواطنين في هولندا لزيارتها، وزيارة المملكة"، مشيراً إلى أن الفرص موجودة
لتطوير الأعمال، والسياحة جزء منها.
يشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين المملكتين
الصديقتين تعود إلى العام 1951 وبلغ حجم التبادل التجاري في العام الماضي 388
مليون دولار أميركي، وتعد هولندا هي الوجهة الأولى للصادرات الأردنية أوروبياً
العام الماضي، حيث بلغت الصادرات الأردنية إلى هولندا العام الماضي 174 مليون
دولار.