التاريخ


الأردن بلد ضاربٌ جذوره في التاريخ، وتعاقبت على أرضه حضارات وممالك وكيانات عدّة، وكان نموذجاً للتفاعل الحضاري المستمر، فهو مأهول بالسكان منذ فجر التاريخ.
واستقرّت في أرض الأردن الهجراتُ السامية التي أسّست التجمعاتِ الحضارية المزدهرة، ساعد في ذلك المناخُ المتنوّع والموقع المتميز للأردن بين قارات العالم، وتشير المواقع الأثرية الموجودة على الأرض الأردنية إلى قِدَم الحياة في هذه المنطقة، وبخاصة في وادي الشوبك، والقويرة، والجفر، وعين غزال (عمّان)، وقرية البيضا شمال البتراء.
وتنتشر في الأردن مواقع أثرية تنتمي إلى العصور المعدنية، التي تضم العصرَ النحاسي والعصور البرونزية والعصور الحديدية. 
ومن المواقع التي وُجدت فيها آثار تعود للعصر النحاسي: مناطق تليلات الغسول في وادي الأردن قرب دير علا، وتل أبو حامد في الأغوار الشمالية.
وفي العصور البرونزية، شهدت أرضُ الأردن قيام عدد من الدول والحضارات، من أهمها:
- الدولة الأدومية، فقد أقام الأدوميون (وهم من الشعوب السامية) دولتهم في منطقة الحسا جنوب الأردن، وعاصمتها بصيرا بمحافظة الطفيلة.
- الدولة المؤابية: أقام المؤابيون (وهم من الشعوب السامية) دولتهم في المنطقة الواقعة بين سيل الحسا ووادي الموجب جنوب الأردن، وكانت حدودها متغيرة تبعاً لظروفها الداخلية والظروف السياسية المحيطة بها، إذ توسّعت أحياناً وصولاً إلى شمال الموجب لتّتخذ من ذيبان عاصمة لها. ويعدّ حجر ميشع الذي اكتُشف في ذيبان من الشواهد التاريخية لهذه الحضارة.
- الدولة العمونية: العمونيون من الشعوب السامية أيضاً، وقد أقاموا دولتهم في المنطقة الواقعة بين سيل الزرقاء ووادي الموجب، وعاصمتها ربّة عمون (عمّان).
- دولة الأنباط: قامت هذه الدولة في أرض الأردن في العصور الحديدية. والأنباط عربٌ أقحاح، سيطروا على جنوب الأردن، وأرسوا دعائم واحدةً من أبرز الحضارات في المنطقة، واتّخذوا من البتراء التي تقع شمال غرب وادي موسى عاصمةً لهم، وبسطوا حكمهم على المنطقة الممتدة من بصرى الشام شمالاً وحتى مدائن صالح جنوباً. واستمرت هذه الدولة من عام 500 ق.م حتى عام 106م.
وخضعت أرض الأردن للحكم الفارسي (539-333 ق.م)، تلاه الحكم اليوناني (332-46 ق.م) الذي شكّلت منطقةُ شمال الأردن الركنَ الأساسي لتحالف المدن العشر (الديكابولس) فيه. أعقب ذلك الحكم الروماني (64 ق.م-395م) الذي ظهرت خلاله العديد من التجمعات السكانية البارزة والمهمة في المنطقة. ثم جاء الحكم البيزنطي (395-535م). 
وبعد الفتح الإسلامي، برزت أرضُ الأردن في حوادث مهمّة في التاربخ الإسلامي، وأصبحت بوابةً لفتح بلاد الشام، فمنها عبَرت الجيوش الإسلامية لنشر الإسلام، وفيها وقعت معركة مؤتة (8هـ)، ومعركةَ طبقة فحل (13هـ)، ومعركة اليرموك (15هـ). كما شهدت حادثةَ التحكيم بين الإمام علي بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، ومعاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، في أذْرُح جنوب الأردن.
ثم تعاقبتْ على أرض الأردن حضاراتٌ عدّة ابتداء من الحضارة الأموية (41-132هـ)، حيث بنى الأمويون عدداً من القصور الصحراوية على غرار قُصير عَمرة وقصور المشتّى والحرّانة والموقر والحلّابات والطوبة والقسطل.
كما انطلقت الدولة العباسية من قرية الحُمَيمة قرب معان جنوب الأردن، واستمر العهدُ العباسيّ من 132هـ إلى 656هـ. وظهرت في المراحل الأخيرة من حكم العباسيين دويلاتٌ تتبع لهم اسمياً، حكمت أرضَ الشام بما فيها الأردن، ومن هذه الدول: الدولة الطولونية (266-359هـ)، والدولة الإخشيدية (323-334ه). ثم جاءت الدولة الفاطمية، فأصبحت بلاد الشام تابعة لها حتى عام 1099م. 
ثم وقعت المنطقة تحت الاحتلال الفرنجي الذي شهد مقاومة عربية إسلامية تمكّنت من الانتصار على الفرنجة وإنهاء وجودهم في بلاد الشام في معركة حطين 1187م بقيادة صلاح الدين الأيوبي الذي حرّر بيت المقدس. 
واستمر الوجود الأيوبي حتى بدء عهد الدولة المملوكية عام 1250م، التي أعقبها قيامُ الدولة العثمانية بعد معركة مرج دابق وانتصار العثمانيين على المماليك عام 1516، فأصبحت منطقة بلاد الشام بما فيها الأردن تحت النفوذ العثماني حتى نهاية عام 1918.