وزير الخارجية: الأمن في المنطقة يبدأ بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال

24 تشرين الأول 2022

البحر الميت 24 تشرين الأول- أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن الأمن في منطقة الشرق الأوسط يبدأ بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويتطلب إنهاء الاحتلال حتى تعيش المنطقة بأمن وسلام، وحتى نستطيع أن نعمل معاً لمواجهة التحديات الأخرى مثل تحديات البيئة والأمن الغذائي وأمن الطاقة وغيرها من التحديات".

جاء ذلك في تصريحات صحافية مشتركة مع وزير خارجية جمهورية مقدونيا الشمالية بويار اوسماني، بعد افتتاح المؤتمر المتوسطي لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي الذي يستضيفه الأردن للمرة الثالثة، أمس الاثنين.
كما أكد ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة الأوكرانية بأقرب وقت ممكن، لما لهذه الأزمة من انعكاسات كبيرة ليس فقط على أوروبا وأوكرانيا وروسيا، وإنما على العالم برمته، لافتاً إلى أثر الأزمة على أسعار الطاقة والسلع الغذائية وغيرها.

وأشار الصفدي إلى مواقف المملكة الواضحة، والداعية إلى التمسك بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبدأ احترام سيادة الدول ووحدتها الإقليمية.

وبين أن استضافة الأردن للمؤتمر للمرة الثالثة يعكس متانة علاقات الشراكة مع المنظمة، والحرص المشترك على تطوير هذه الشراكة، والعمل المشترك لمواجهة التحديات وتحقيق الأمن والاستقرار.
وأكد الصفدي أن هذه الشراكة تعكس أيضاً اتفاق تعريف المملكة والمنظمة للأمن بمفهومه الشامل الذي يشمل معالجة التوترات والأزمات الإقليمية في المنطقة، والتعاون في مواجهة التحديات المرتبطة بالبيئة، وإيجاد فرص العمل، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، وتمكين الشباب والمرأة، مؤكدا العمل المشترك في جهود تحقيق الأمن بمفهومه الشامل.

وقال إن المملكة شريك أساسي لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، "وأنها تنطلق في مشاركتها في أعمال هذا المؤتمر من مواقفها الثابتة التي تدعو إلى حل كل الأزمات الإقليمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، التي كانت وستبقى أساس الصراع في المنطقة، وأساس الحل، وأساس تحقيق الأمن والسلام".


وزاد الصفدي "ما نريده هو بناء مستقبل أفضل، تسوده الفرص والتعاون، وخالٍ من العوز والقهر والاحتلال"، مؤكداً أن "الحوار الذي جرى خلال المؤتمر كان شاملاً، وواقعياً، ووضع كل القضايا والتحديات على الطاولة"، آملاً بأن يخرج المؤتمر بقرارات قادرة على إيجاد مقاربات عملية لمواجهة هذه التحديات.

وأشار إلى أن منظمة الأمن والتعاون تضم في عضويتها 57 دولة، شارك ممثلوها في المؤتمر الذي ينعقد في الأردن، وكانت القضية الفلسطينية حاضرة في المؤتمر، لافتا إلى أنه "أينما حضر الأردن حضر الموقف الفلسطيني العربي، وحضر الموقف الأردني الثابت الذي يؤكد أن لا سلام، ولا أمن، ولا استقرار، إلا إذا حُلت القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967".

وأضاف "هنالك احتلال على بعد كيلومترات من المكان الذي نجلس فيه اليوم، بالتالي رفضنا للاحتلال هو موقف مبدئي، ودعوتنا إلى الحوار من أجل إيجاد حل لكل الصراعات أيضاً تعبر عن موقف مبدئي".
وأشار الصفدي إلى أن أجندة المؤتمر تتضمن العديد من القضايا، وقال "ما تطرحه المنظمة منسجم مع الرؤيا التي نريدها، وندعو إلى مقاربة كلية في موضوع الأمن والاستقرار، وهذه المقاربة الكلية تستدعي أساساً الحديث بصراحة ووضوح عن الآثار الكارثية لاستمرار الاحتلال، والفشل في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين".

من جهته، أشار وزير خارجية جمهورية مقدونيا الشمالية بويار اوسماني، إلى أن المؤتمر يعد فرصة لكل الأعضاء المشاركين لتقوية الشراكة بين دول البحر الأبيض المتوسط، داعياً إلى ضرورة التركيز على الأمن مع دول الجوار.

وأكد أهمية الدور الأردني الإقليمي الفاعل والمهم والبناء في التعاون مع منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، مضيفاً "بأن تحديات الأمن في الشرق الأوسط لا تتوقف هنا، لا بل تذهب بعيداً عن المنطقة".
وأشار اوسماني إلى أن الأردن شريك في تحريك أجندة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي إلى الأمام، ودولةٌ يعتمد عليها في تحقيق أجندة الأمن الحالية، لافتا إلى "أن تنظيم هذا المؤتمر سيكون نجاحاً مشتركاً وسيفتح مجالات جديدة للتعاون في المستقبل".