الصفدي يجري مباحثات مع وزير خارجية لوكسمبورغ

17 حزيران 2021


استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في مقر الوزارة اليوم الخميس وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن.
وبحث الصفدي ووزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن سبل تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين والتعاون بمختلف المجالات ثنائياً وفي إطار الاتحاد الأوروبي، والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمها التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والجهود الدولية المستهدفة إيجاد أفق سياسي وإطلاق مفاوضات جادة وبين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين، ووقف الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض فرص تحقيق السلام في المنطقة. وأكد الصفدي في تصريحات صحافية مشتركة عقب المحادثات، أن علاقة الأردن مع لوكسمبورغ قوية وتتطور بشكل واضح، وتنعكس قوة هذه العلاقة أيضاً على الدور الذي تقوم به لوكسمبورغ في إطار الاتحاد الأوروبي، مرحبًا بنظيره وزير خارجية لوكسمبورغ، حيث أتاحت هذه الزيارة فرصة بحث تطوير العلاقات الثنائية وزيادة التعاون سواءً في الإطار الثنائي أو في إطار الاتحاد الأوروبي.
وأشار الصفدي إلى أن المحادثات ركزت على التطورات في المنطقة، وبمقدمها تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية، مؤكداً أن المملكة تتفق مع لوكسمبورغ بأن حل الدولتين المرتكز إلى القانون الدولي السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل.
وشدد الصفدي على ضرورة إيجاد أفق سياسي حقيقي للعودة إلى مفاوضات فاعلة باتجاه تحقيق هذا الحل، وفي الأثناء لا بد من التأكيد على ضرورة وقف كل الإجراءات الإسرائيلية التي تقوض حل الدولتين مثل بناء المستوطنات وتوسعتها.
وأكد ضرورة الحفاظ على الهدوء الذي تبع أحداث الفترة الماضية، مشيراً إلى أن هذا يتطلب وقف كل الخطوات التي فجرت التصعيد أساساً.
وأضاف الصفدي "بحثنا ضرورة عدم إخلاء أهالي حي الشيخ جراح من بيوتهم لأن ذلك سيمثل جريمة حرب لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقبلها". وأكد "موقفنا منسجم في أننا نريد سلاماً عادلاً وشاملاً ودائماً، وبأننا نريد أن تتكثف كل الجهود المستهدفة إيجاد الأفق السياسي والعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق ذلك".
وزاد الصفدي "أننا في المملكة مستمرون في العمل مع كل شركائنا من أجل التوصل إلى سلام عادل وشامل سبيله الوحيد هو حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967".
وأكد ضرورة وقف كل الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام، وللحفاظ على التهدئة التي عمل الجميع من أجل الوصول إليها. وشدد الصفدي على "ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس المحتلة وفي مقدساتها"، مؤكداً استمرار المملكة "في العمل مع كل الشركاء والقيام بكل ما هو ممكن من أجل حماية الهوية العربية الاسلامية والمسيحية للمقدسات، فجلالة الملك عبدالله الثاني، هو الوصي على هذه المقدسات والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات والحفاظ على هوية المقدسات مسؤولية وأولوية بالنسبة لجلالته وبالتالي جهد مستمر للمملكة".
وقال الصفدي "للاتحاد الأوروبي دور رئيس في جهود تحقيق السلام العادل والشامل"، مشيراً إلى أنه "ثمة مساحة للتحرك الآن في ضوء ما أظهره التصعيد الأخير من أنه لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية، وأن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة، وأن السلام الحقيقي لن يتحقق دون حلها على أسس تقبلها الشعوب وفق المرجعيات المعتمدة".
ونوه الصفدي إلى أن "المواقف الإيجابية للإدارة الأميركية الجديدة التي تمثلت في إعادة إعلان فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، إعادة الدعم للأنروا وإعادة الدعم للسلطة الوطنية الفلسطينية، الموقف من المستوطنات، الموقف من التهجير، كل هذه أعتقد عوامل تؤكد ضرورة أن نستمر في العمل معاً وأن نكثف جهودنا من أجل إنهاء غياب الأفق السياسي وإيجاد أفق سياسي حقيقي للتقدم إلى أمام".
بدوره، أكد وزير خارجية لوكسمبورغ أن "الأردن من أهم البلدان عندما يتعلق الأمر بمسيرة السلام وتحقيقه"، مشيراً إلى أن "للأردن ولجلالة الملك دوراً خاصاً ومميزاً في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهذه مسؤولية كبيرة للغاية". وأضاف أن الأردن أضطر لاستيعاب أكثر من 2.3 مليون لاجئ فلسطيني فضلاً عن 1.3 مليون لاجئ سوري، وهذا عبئ كبير تتحمله المملكة. وشدد أسلبورن على أن الأحداث الأخيرة في القدس وغزة وإسرائيل أكدت أهمية القضية الفلسطينية. وأضاف "علينا كأوروبيين إذا أردنا أن نلعب دوراً هاماً في المجتمع الدولي، أن نتحدث وفقاً للمعايير المعترف بها دولياً وأساسها أن القدس هي عاصمة للدولتين على حدود الرابع من حزيران للعام 1967". وفيما يتعلق بتوفير الدعم الكافي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا)، أكد وزير خارجية لوكسمبورغ على دور الوكالة في تأمين الخدمات التعليمية والصحية اللازمة، خاصة للأطفال في غزة، مشدداً بهذا الصدد على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بدعم موازنة الوكالة. كما أشاد بدور الأردن الهام والمحوري في دعم عملها. وأكد وقوف لكسمبورغ والاتحاد الاوروبي إلى جانب الأردن للاستمرار في دوره المحوري في المنطقة.