وُلد الشريف الحسين بن علي في استانبول عام 1853، أثناء وجود والده هناك، وتلقّى علومه الأولى فيها قبل أن يعود إلى مكة وينشأ فيها على العروبة وقيم الإسلام، فبرزت توجهاته التي تدعو إلى التخلص من الحكم الأجنبي وتحقيق الاستقلال العربي.
وكان النفي الأول للشريف الحسين في عام 1893 إلى استانبول، حيث مكث فيها حتى عام 1908، ثم عاد أميراً على مكة يدير شؤون البلاد بعدالة وحكمة وهو يتطلّع إلى الاستقلال العربي التام الذي كان يعمل من أجله.
وحين أصبحت الظروفُ مواتية لإعلان الثورة العربية الكبرى، خاصة بعد نجاح الأمير فيصل الأول في مسعاه مع الأحرار العرب في دمشق، أطلق الشريف الحسين رصاصة الثورة العربية الكبرى يوم 10 حزيران 1916، معلناً بدء العمليات العسكرية بقيادة أنجاله الأمراء عليّ وعبدالله وفيصل وزيد وزيد، فتقدمت جيوشهم وحقّقت الانتصارات، وصولاً إلى تأسيس الدولة العربية في سوريا أولاً، ثم في العراق، ثم في الأردن.
كان الحسين بن عليّ ثابتاً وحازماً في مواقفه، خاصة حين يتعلّق الأمر بفلسطين والقدس، فرفض كلّ المعاهدات والاتفاقيات التي لا تنصّ صراحةً على عروبة فلسطين والقدس.
وقدّم الشريف الحسين تبرعاً سخياً لإعمار المسجد الأقصى وترميمه عام 1924، بعد تعرّض جدران المسجد وسقوفه للتلف، وأسهمت عمليةُ الترميم بصمود مرافق المسجد الأقصى حين ضرب المنطقةَ زلزالٌ عنيف في عام 1927.
تعرّض الشريف الحسين للنفي من جديد عام 1926، ونُقل إلى قبرص ليقيم فيها، لكنه عاش فترة حياته هناك ملكاً قائداً لا ينقطع عن التواصل مع أعيان الأمة.
توفّي الشريف الحسين في قصر رغدان بعمّان يوم 2 حزيران 1931، وأبى أعيانُ القدس إلّا أن يكون سَكِينَ الأقصى في المدينة التي أحبّها وتبرّع لإعمار مسجدها وأخلص لقضيتها، فنُقل جثمانه يوم 3 حزيران إلى القدس ووُورِيَ الثرى في رحاب المسجد الأقصى.