الصفدي ينقل تحيات جلالة الملك للقيادات العراقية

06 حزيران 2022

أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم، التزام المملكة بتعزيز التعاون الأردني-المصري-العراقي في إطار آلية التعاون الثلاثي وفق توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني الذي حمله تحياته للقيادات العراقية التي التقاها الصفدي في بغداد اليوم.
ونقل الصفدي، خلال زيارته ووزير خارجية جمهورية مصر العربية الشقيقة سامح شكري إلى بغداد ولقائه الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، بعد عقده وشكري محادثات موسعة مع نظيرهما العراقي فؤاد حسين، رسالةً من جلالة الملك عبدالله الثاني أكدت وقوف الأردن بكامل إمكاناته إلى جانب العراق.
وانتهت المحادثات إلى توافق على اعتماد آلية مؤسساتية لمتابعة تنفيذ المشاريع المُقدمة ضمن آلية التعاون الثلاثي، وتنسيق الخطوات المستقبلية لإعطائها زخماً أكبر، خصوصاً في ضوء التحديات الاقتصادية التي جعلت من التعاون الممنهج ضرورة أكثر إلحاحاً لخدمة المصالح المشتركة.
وفي مؤتمرٍ صحافي مشترك مع نظيريه المصري والعراقي قال الصفدي إن زيارته ونظيره المصري إلى العراق جاءت في سياق متابعة آلية التعاون الثلاثي، "التي أطلقتها قياداتنا من أجل تعزيز عملنا المشترك خدمةً لشعوبنا، وخطوةً مؤسساتيةً ممنهجةً لتحقيق الأفضل في جميع مجالات التعاون الكثيرة والمتاحة أمامنا." وأضاف الصفدي التقينا اليوم القيادات العراقية، رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، ونقلت تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني إليهم وإلى أهلنا في العراق." وقال الصفدي "رسالتنا اليوم أن تعاوننا المشترك حاجةً وضرورةً من أجل زيادة قدرتنا على مواجهة التحديات الكثيرة والمتنامية في منطقتنا، سواء في ما يرتبط بتبعات الأزمة الأوكرانية وانعكاساتها على الأمن الغذائي والطاقة وأسعار السلع، وفيما يتعلق بالتحديات الإقليمية التي نعمل جميعاً من أجل تجاوزها، وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الذي نحتاجه جميعاً." وأكّد الصفدي أن الدول الثلاث ماضيةٌ في تعزيز تعاونها برؤى واضحة، وإرادة صلبة، وعمل ممنهج ومستمر." وشدّد الصفدي على "أننا نقف إلى جانب العراق الشقيق في مواجهة كل التحديات، لأن أمن العراق أمننا، واستقرار العراق استقرارنا، وإنجاز العراق هو إنجازٌ لنا جميعاً." وزاد "نقف إلى جانب العراق الشقيق بكل طاقاتنا، وبكل إمكاناتنا، وبكل قدراتنا. ونرى في آلية التعاون الثلاثي سبيلاً لتعظيم قدراتنا المشتركة على الإنجاز وعلى مواجهة التحديات".
وأشار الصفدي إلى أنه خلال اجتماعات القمة التي انعقدت تحت مظلة التعاون الثلاثي "قطعنا مسافات واسعة باتجاه تعريف الفرص التي يمكن أن نعمل معاً عليها سواء في قطاعات التجارة، الصناعة، الاقتصاد، النقل البري، الربط الكهربائي إلى غير ذلك. واليوم توافقنا بشكل أساسي على خطوةٍ باتجاه مأسسةٍ هذا التعاون عبر إنشاء آلية تضمن متابعة حثيثة ومستمرة وناجعة للإنجاز الذي يتم." وقال الصفدي إن المحادثات تناولت الوضع الإقليمي "وجهودنا المشتركة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار" وشملت المحادثات "قضيتنا الأساس، القضية الفلسطينية، وجهودنا المستمرة من أجل إسناد أشقائنا الفلسطينيين في سعيهم للحصول على حقوقهم المشروعة كاملةً، وفي مُقدمها حقهم في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس المحتلة." وأشار إلى إنه سيتبع اللقاء اجتماعات على مستويات متعددة، قطاعية ومهنية وفنية، 
"لأننا نعتقد أنه في ضوء التحديات المتعاظمة، يجب أن يتعاظم جهدنا وعملنا المشترك.
وأشار الصفدي إلى "وجود خريطة طريق واضحة لتحقيق خطوات عملية لانجاز المزيد من التعاون تنفيذاً لرؤى قياداتنا" عِبر عملٍ جادٍ ممنهجٍ منتجٍ يخدم لمصالح الدول الثلاث ويسهم في تعزيز العمل العربي المشترك."
وأشار إلى أنه جرى التوقيع على عدة اتفاقيات، وتمّ إيجاد وسائل أكثر من أجل التعاون بين الدول الثلاث، لافتاً إلى اتفاقية الربط الكهربائي بين الأردن والعراق، والتي من المتوقع أن يبدأ الأردن، الذي ترتبط شبكته بالشبكة المصرية، تصدير الكهرباء إلى العراق وفق الاتفاقية بداية العام القادم بعد إتمام أعمال البنى التحتية اللازمة.
وحول مشروع أنبوب النفط من البصرة إلى العقبة، قال الصفدي إن هذا المشروع ينعكس بشكلٍ إيجابيٍ كبيرٍ على العراق وعلى الأردن، وأيضاً على أشقائنا في جمهورية مصر العربية، لأن الرؤية هي أن ننطلق من الأردن باتجاه جمهورية مصر العربية. وهذا مشروع كبير يحتاج إلى كثير من الدراسات، ويحتاج إلى كثير من التوافقات وحسب تقييمنا المشترك فإن 80 بالمئة من التحضيرات المطلوبة لإطلاق هذا المشروع قد تمت وننتظر الآن الخطوات الأخيرة." وزاد تم التوافق على المبدأ والدراسات الأولية التي تثبت جدوى المشروع ، مشيرا إلى أن هنالك أيضاً مشروع المدينة الصناعية أو المنطقة الحرة على الحدود الأردنية-العراقية، حيث ستعمل الدول الثلاث من أجل إطلاق هذه المدينة كموقع استثماري يأتي إليه كل من يرى جدوى في الاستثمار من أجل أن نحقق التكامل الاقتصادي بيننا." وقال إن المدينة الصناعية في المرحلة الأخيرة من إنهاء التحضيرات التي ستطلق عملية بدء جذب الصناعات والاستثمارات لها.
وأكد الصفدي أن "المنفعة المشتركة هي القاعدة التي انطلقنا منها في إطلاق آلية التعاون الثلاثي" حيث "لن ينجح شيء إلا إذا حقق منفعةً مشتركةً لكل أطرافه، ونحن واثقون بأن آلية التعاون الثلاثي هذه قادرة على أن تعود بالخير على دولنا وشعوبنا، وأيضاً قادرة على أن تقدم منطلقاً" لمزيدٍ من التعاون الإقليمي الذي أثبتت التحديات الأخيرة، خصوصاً في ظروف جائحة كورونا، وتبعات الحرب الروسية الأوكرانية، جدواه.
وقال الصفدي إن التعاون هو تعاونٌ متكاملٌ في الاقتصاد وفي السياسة وفي مواجهة التحديات، لافتاً إلى التعاون في محاربة "الإرهاب الذي يُشكل عدواً مشتركاً لنا جميعاً وخطراً علينا جميعاً".
بدوره ذكر وزير الخارجية العراقي الدكتور فؤاد حسين أن زيارة وزيري الخارجية الصفدي وشكري تأتي في سياق آلية التعاون الثلاثي والتنسيق والتداول المستمر "حول قضايا تخص البلدان الثلاثة وأيضاً قضايا تخص المنطقة والعالم".
وأضاف أنه "وفي الفترة الحالية وفي هذه المرحلة نواجه جميعاً تحديات كبيرة وعديدة، وبعد التحدي الكوني في مواجهة فيروس كورونا، بدأنا نواجه تحدي ليس أقل خطراً من مرض الكورونا وهو تحدي الحرب".
وأضاف أن "الحرب الروسية-الاوكرانية جغرافياً لها علاقة بأوروبا، ولكن أبعاد هذه الحرب تؤثر على الكثير من الدول والعديد من المجتمعات ومن ضمنها المجتمعات والدول في هذه المنطقة، فقد تمّ دراسة تأثيرات وابعاد هذه الحرب على الوضع السياسي والوضع الاقتصادي والتضخم الاقتصادي المتواجد في المجتمعات والاسواق وايضا تأثير هذه الحرب على أزمة الطاقة وإدارة أزمة الطاقة وارتفاع اسعار الطاقة".
وذكر الدكتور حسين أن اللقاء تطرق إلى مجموعة من القضايا التي تخص المنطقة، وكيفية العمل المشترك في مواجهة التحديات التي تحتاج الى العمل والتخطيط والتنظيم المشترك في الاطار الثلاثي.
واضاف "تحدثنا عن العلاقات، والاجتماعات الأخيرة بين الوزارات القطاعية، وتحديد النتائج التي وصلت اليها هذه الاجتماعات. حيث أن هناك تطورا مستمرا ونتائج ملموسة للعلاقات الثنائية بين البلدان".
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري أن هذه فرصة سانحة للتأكيد مُجدداً على التوجيهات لدى قيادات البلدان الثلاثة والعلاقات السياسية القوية التي تربطها لتعزيز هذا الإطار من التعاون الثلاثي المصري العراقي الأردني خدمةً لمصالح الشعوب الثلاثة على أرضيةٍ راسخةٍ من التاريخ المشترك، والحضارة والعلاقات المتينة التي تربط البلدان على المستوى الشعبي، إضافة إلى العلاقات الطويلة التي تربط المؤسسات في الدول الثلاثة.
وذكر شكري أن "الهدف منذ انشاء الإطار الثلاثي هو دعم العراق، ودعم استقراره، والحفاظ على سيادته للارتقاء به بعد سنوات من التحديات"، مهنئاً العراق وشعبه على الإنجازات التي تمت في مواجهة الإرهاب والنجاح في التغلب على هذا التحدي واستمرار العمل الدؤوب لرفعة العراق واستعادته الكاملة لوضعه الاقليمي والدولي.
وفيما يخص التحديات التي تواجه المنطقة، ذكر وزير الخارجية المصري أنه يتم العمل معا "لتكوين رؤية موحدة لكيفية التعامل مع هذه التحديات والتغلب عليها"، مشيراً إلى العمل في إطار تعزيز الآليات والتباحث حول الإنجازات المتحققة في اطار التعاون الثلاثي في القطاعات المختلفة، وتشكيل الآلية للتنسيق، و"إيجاد فرص ومجالات جديدة من التعاون تعزز من هذه العلاقة والفوائد العائدة على شعوب البلدان الثلاثة".
وأعرب شكري عن تطلعه إلى استمرار العمل والتنسيق وتعزيز الأمن القومي العربي ليس فقط من خلال إطار آلية التعاون الثلاثي بل أيضاً من خلال جامعة الدول العربية، والتنسيق الوثيق ما بين الدول انطلاقاً من الحفاظ على مستقبل شعوبها، والتطلع الى الارتقاء بالعلاقات الى مستويات تتواكب مع تطلعات شعوبها والشعوب العربية بصفة عامة.