وُلد جلالة الملك عبدالله الأول، طيّب الله ثراه، في مكة المكرمة، في 4 نيسان 1882، واهتمّ منذ طفولته بتاريخ القبائل، وتعرّف على أعراف البدو وعاداتهم وتقاليدهم، وتشبّع بثقافتهم، فكان لذلك أثره البالغ في شخصيته.
تلقّى عبدالله بن الحسين بن علي علومه في مكة واسطنبول، واتسمت شخصيته بالخبرة السياسية والقدرة على اجتياز الأزمات والتدخل الحاسم، فقد كان أحد قادة الثورة العربية الكبرى، وبعد أن أُعلن فيصل ملكاً على سوريا ظلّ عبدالله في صحبة والده الشريف الحسين في مكة، ولكن نهاية الحكومة العربية في دمشق بعد معركة ميسلون في 24 تموز 1920، دفعت به للقدوم إلى شرق الأردن لتبقى راية الثورة العربية مرفوعة، ولتأسيس قاعدة انطلاق لدعم الثوار العرب ضد الانتداب الفرنسي ولتحرير البلاد السورية. فغادر مكة على رأس قوة عسكرية، ووصل إلى معان يوم 21 تشرين الثاني 1920. وفي تلك الأثناء برزت الحركة الوطنية في شرق الأردن، وذهبت وفود من زعمائها إلى معان ترحب بالأمير وتدعوه للتقدم شمالاً إلى عمّان.
واستجابة لنداء أهل البلاد، انتقل المير عبدالله إلى عمّان، فبلغها يوم 2 آذار 1921. والتقى بالوزير بالوزير البريطاني ونستون تشرشل في القدس، وتم الاتفاق على أن تعترف بريطانيا بإمارة مستقلة في شرق الأردن تحت الانتداب. وهكذا كان إنشاء الإمارة الأردنية المستقلة نتيجة من نتائج الثورة العربية الكبرى وثمرة من ثمارها.
سار الأمير عبدالله بن الحسين في شرق الأردن على سياسة البناء والتنمية، فشهدت البلاد في عهده نهضة شاملة، ونال الأردن استقلاله التام في 25 أيار 1946، ونودي بالأمير عبدالله ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية.
قضى الملك عبداله الأول شهيداً عند عتبات المسجد الأقصى في 20 تموز 1951، على مقربةٍ من ضريح والده الشريف الحسين الذي ضحّى بعرشه على أن يفرّط بذرّة من أرض القدس وفلسطين.
ترك الملك المؤسس عدداً من الآثار الأدبية والسياسية هي: "مذكراتي"، و"الأمالي السياسية"، و"من أنا"، و"بين الدر المنثور والمنظوم"، و"جواب السائل عن الخيل الأصائل"، جُمعت في كتاب بعنوان "الآثار الكاملة".