من أخفض بقعةٍ على الأرض.. في غور الأردن، نطلّ على بدايات التاريخ، ونفتح نافذةً على العالم الحديث، نتلمّس حجارةَ أقدمِ مدن الأرض، ونتابع تعرُّجات النهر المقدس وآثار الأنبياء والرسُل والصحابة حيث انطلقت شرارةُ الحضارات الإنسانية القديمة.
في بُحيرة الملح، ينبوعِ الأساطير التي سكنت في حضارات العالم، نستمتع بالعوم السهل، والتأمُّل العميق لهذا المكان الفريد.
صعوداً إلى سلسلة الجبال التي تشكّل الحافةَ الشرقية لحفرة الانهدام، نعرّج على المدن الجبلية والكروم والتلال المطلّة على القدس والكثير من مدن فلسطين. ونهبط من الأعالي الجبلية باتجاه السهول الشرقية التي ملأت خزائنَ الإمبراطوريات بالقمح، ونواصل رحلتنا شرقاً إلى حافة الصحراء المقصَّبة بالرمال الذهبية، وهي التي كانت ممرّاً تعبُر من خلاله القوافل التجارية القديمة، ومثّلت بوابةَ الفتح الإسلامي لبلاد الشام، وفيها تقوم القلاع التاريخية، وتتناثر القصور الصحراوية التي بناها الخلفاء.